الأبراج تخرب البيوت... والشباب أول الضحايا

الأبراج تخرب البيوت... والشباب أول الضحايا




حنان علي دشتي



لم يعد معيار العائلة أو الموقع الاجتماعي أو المالي مهما لدى بعض الشباب في اختيار شريك الحياة المقبل أو الصديق، بقدر ما أن يكون منسجما معه في علم الابراج أو الفلك!
فلم يعد غريبا أن تكون أحد الاسئلة الرئيسية للتعرف على الآخر مفادها: «ما هو برجك؟» فتوجه كثير من الشباب نحو قراءة علوم الابراج، التي تصنف الناس وفقا لمواليدهم وأبراجهم الفلكية، جعلت من تلك القراءات تنعكس بصورة وبأخرى على واقع حياتهم. وبرزت في الفترة الأخيرة بين المجتمع الشبابي صور مختلفة للاهتمام في هذا العلم، الأمر الذي بدأ يؤثر في علاقاتهم الانسانية المختلفة، فهناك من يحكم على صداقته أو زواجه بشريكه بالفشل نتيجة لتخالف الطباع أو الصفات والسبب عدم تطابق أبراجهم في علم الأبراج! ومنهم الآخر يخشى من لاينسجم برجه معه!
الشباب، وهم الشريحة الأكثر تأثرا و تفاعلا مع هذه المواضيع، هم محور التحقيق التالي:
في البداية يقول أحمد العنزي: أؤمن كثيرا بأهمية علم الابراج في قراءة شخصيات الآخرين، واعتقد ان هذا العلم لا يقل أهمية عن بقية العلوم كالطب وغيره، فهو يقدم لنا مادة علمية بحث فيها العلماء لسنوات طويلة وتقدم لنا على طبق من ذهب، فبالتالي هي علوم مهمة يجب علينا الاستفاده منها.
ويشير إلى أنه يدرس سلوكيات الاشخاص الذين يتعرف عليهم من خلال هذا العلم. «هناك شخصيات تتبع إلى مايطلق عليه في علم الابراج الناري والترابي والمائي وغيره، وهي أمور مرتبطة ببرج كل شخص ولكل تصنيف خصائص وصفات وانماط من الاهمية بمكان معرفتها وقراءتها جيدا، لأنها في كثير من الاحيان توفر فرصة معرفة الآخرين قبل خوض تجربة معهم، ربما يكتب لها الفشل لكن بعد مواقف مريرة، فلما لا نستعين بهذا العلم لتجنب تلك التجارب السيئة في حياتنا!
ويختلف فيصل الحربي عن أحمد، ويقول: هناك من يؤمن في حقيقة تأثير الأبراج على حياة الناس، وهناك أيضا من يتخذها كمرشد في حياته ويسير حياته عليها، خاصة في أمور الصداقة والزواج و غيرها، ولكن بالنسبة له فإنه لا يحب المتابعة أو الاطلاع على قراءة الأبراج حتى وإن كانت قراءتها صحيحة، فكما ذكر القرآن الكريم: «كذب المنجمون و لو صدقوا».
ويرى فيصل أن البنات أكثر تعمقا وتطلعا للأبراج، كونهم أكثر فضولا، قائلا: «من خلال ما أسمع وأرى فأجدهن -البنات- لهن علاقة بعالم الأبراج أكثر من الشباب، ربما لأنهن فضوليات أو يرغبن معرفة ما يخفى عليهن، وإن كنت أرى أن الإنسان لا يجب أن يسير حياته وعلاقاته الاجتماعية بحسب ما تمليه عليه الأبراج، فهذا الأمر يكاد يكون غير طبيعي بأن تتحكم في حياتك مجموعة من الأفكار المكتوبة عن برجك! ويضيف: «ليس هناك شرط بإمكانية تطابق ما يكتب في الأبراج عن صفات كل برج وتأثيره على المحيطين فيه، فكل هذا برأيي ما هو إلا خزعبلات، وبالنسبة لي في حالة رغبتي بالزواج لن أعتمد على تطابق برج الفتاة التي سأتقدم لها، وكل شيء بالنسبة لي نصيب وليس للبرج أي دور في هذا الأمر!
أما أحمد دشتي فيقول: نجد أن علم الأبراج هو علم بحد ذاته، وإن كان هناك عدم قبول له أو تصديقه، إلا أنه من الطبيعي أن نؤمن بوجوده! شخصيا لا أحب أن أسير حياتي على أساس ماذا كتب في برجي، وإن كنت أقرأ أحيانا ما يكتب في الصحف لمجرد القراءة أو التسلية، ولا أنكر أن هناك صفات مذكورة تتطابق معي، لكن لم أجرب مرة في الحكم على الآخرين على أساس برجهم.
ويزيد بالقول: «أنا وابن خالتي من نفس البرج، لكن شتان بين طباعي وطباعه! متسائلا: «هل هذا سيجعلني مثلا أقطع علاقتي به؟!». ويجيب: بالطبع لا، فنحن على رغم اختلاف الأطباع إلا أننا أكثر من أصدقاء، فهذه الأشياء لا تتحكم بالعلاقات الاجتماعية في نظري، هناك التفاهم، العشرة والارتياح وغيرها من الأمور التي تكون فيصلا في العلاقات الاجتماعية، حتى في مسألة اختيار شريكة حياتي بالتأكيد سيكون هذا الأمر من توفيق وقسمة رب العالمين حتى وإن كان هناك صفات موجودة فعلا في الفتاة تنطبق على كلام برجها بالنهاية الأمر بيد الله سبحانه و تعالى.
بدوره، يرى عبدالله يحيى، أن علم الأبراج و التنبؤ و غيرهما من الأمور ، هي من الأشياء التي ليس لها دور رئيسي في حياته، موضحا «بشكل عام أنا من الناس الذين يحكمون على الأمور بعقلانية، ومن خلال نظرة فاحصة لموضوع الأبراج أرى أن كل ما يكتب في كل المجلات أو الجرائد في عالم الأبراج يطابق بعضه البعض، وهذا يجعلني لا أعتمد عليه، كونه كلاما متساويا ومتشابها وربما لا يقدم ولا يؤخر.
ويضيف: «لست من المتابعين لعلم الأبراج، ولا من الأشخاص الذين هم شغوفون بمعرفة ما تقوله لهم أبراجهم في هذا اليوم، إلا أن هناك من يقرأ ويتابع، بل حتى أنه يطابق ما قد قرأه على واقع حياته، وهذا الشيء أعتقد أن الفتيات أكثر متابعة له، عموما الحياة لا تقف عند ما يكتب أو ما يقوله البرج، فمثلا: «لدي صديقان من نفس البرج وهو الجوزاء، أحدهما تنطبق عليه صفات الجوزاء من المزاجية وغيرها، أما الآخر فليس له في الجوزاء نصيب، لذلك لا أرى أي اعتماد في أن أحكم على علاقتي بشخص ما بحسب مواصفات برجه وبرجي، فالحياة والبيئة وظروف المعيشة إلى جانب التربية هي ما يؤثر على الشخص نفسه، ويتحكم في علاقة مع الآخرين، أكثر من صفات البرج أو حتى علاقته بحركة القمر أو ما شابه. ويتابع قائلا: «هناك من يؤمن بأن صديقه لابد أن يكون متطابقا مع برجه بل هناك من يقرأ عن صفات شريكه ويحكم عليه بأنه لئيم مثلا أو كريم، ولكن هذا كله مجرد كلام غير دقيق للحكم على علاقتنا بالناس!
أما عبدالعزيز مساعد فيقول: «لا أؤمن في موضوع الأبراج، كونه امرا لا يصدق إلى جانب أنه كما يقال بدعة». مشيرا إلى أنه بالنسبة إلى موضوع علاقته مع الناس. «لا علاقة للأبراج في ذلك كما أنها لا تتحكم في هذا الأمر، وإن كان هناك بعض من الناس من يتبعون قراءة الأبراج في أمور حياتهم، ويعتقدون بما يكتب أو حتى ما يقال عن أبراجهم!».
ويضيف: «سمعت عن شباب وشابات في الخطبة يسألون عن الأبراج و يرفضون ولكن لا أعتقد أن مثل هذا الأمر يحدث في الكويت!» مبينا أنه «مع الأسف بعض القنوات التلفزيونية، والصحف والمجلات تشجع الناس على الإطلاع على هذا الأمر، حتى أن هناك بعض القنوات التي تصف فشل علاقة الشريكين أو عدم وجود تفاهم بينهما بسبب الابراج، الأمر الذي ينعكس على الناس ويتسبب في بعض الأحيان إلى تدمير حياتهم.
للبنات رأي...
على الجانب الآخر تقف مي السند معترضة على أغلب ما ذكره الشباب، وتقول: لعلم الابراج علاقة قوية في حياتنا، والا لما بذل الكثير من علماء الفلك أوقاتهم في دراسة هذه العلوم والبحث فيها، كما أن كثيرا مما يعرضه هؤلاء العلماء من تحاليل تدخل في صميم حياتنا ولا يستطيع احد ان ينكرها، إلى جانب انه يجب أن يفرق الناس بين علم الابراج والتنجيم لأن كلا منهما مختلف عن الاخر، وبالتالي اعتقد ان الفتاة أكثر حرصا على فهم علم الابراج لأنها لا تحب ان تدخل بتجارب مع احد قبل ان تدرسها جيدا.
وتؤكد راوية عبدالله أنه اصبح امرا طبيعيا ان تسأل أي شخص تتعرف عليه عن برجه لأنه يقدم فكرة عامة عن الشخصية وكل انسان يحتاج الحصول على معلومات ولو بسيطة عن الاشخاص الذين يتعرف عليهم، على الاقل على المستوى الشخصي.
أما سوسن سعد، فتؤكد انها تعرف حالات من الزيجات لم يكتب لها النجاح بسبب ان كلا من الزوجين ينتمي الى برج مختلف الأمر الذي انعكس على علاقتهما الزوجية بشكل سلبي.
وأخيرا تقول ساره الفرحان: الفتاة بطبيعتها فضولية وهي الاكثر اقبالا على معرفة علوم الابراج، وهو امر ايجابي في كل الاحوال، على الاقل إن فيه فرصة للاطلاع والمعرفة. لكن ما ارفضه ان يكون كل ما يذكره هذا العلم مهيمنا على فكر الفتاة، فالمطلوب هو اخذ ما هو مفيد منه وتجنب ما يضر في حياتنا.
العجيري: لا علاقة للنجوم بحياتنا الاجتماعية
يؤكد عالم الفلك الكويتي المعروف د.صالح العجيري في اتصال هاتفي لـ«أوان» بأن ليس هناك أي علاقة بين النجوم وتأثيرها على الناس من ناحية العلاقات الإنسانية أو حتى في حياتهم اليومية.
ويضيف: «النجوم بعيدة جدا عن حياتنا نحن البشر، ولكنها طبيعة البشر وحبهم بمعرفة المستقبل لأنهم يعرفون الحاضر والماضي فهم تواقون لمعرفة ما يجهلونه، وهو ما يجعلهم يقومون بقراءة ما لا يعرفونه عن أنفسهم».
وعلل متابعة الناس للأبراج: «مثلما خلق الله المهندس والطبيب، هناك وجد الدجالون وهم على معرفة برغبة الناس في معرفة المجهول، فاستغفلوا الناس واستغلوا هذا الأمر، وللأسف أصبح لديهم قدرات في إقناع الناس».
ويوضح د.العجيري أن «كلام هذا المنجم بأن فلان سيعلو شأنه، أو أنه يموت هذه كلها أمور نحن نعرفها وبالتأكيد ستحدث فالدجال لم يأت بجديد، ولكن الناس بدأت تجري خلف ذلك فقط من أجل معرفة ما يودون معرفته!».
وختم حديثه قائلا: «المسألة ليس لها علاقة في حياة الناس، و هذه ليست إلا مسألة استرزاق واستغلال الناس، أما حركة القمر والكواكب فليس لها علاقة بطبيعتنا البشرية في التعامل».
shiko .............sh_love860@yahoo.com